مصطبة القـــص (Plate-forme de coupe)

نلاحظ أن أكبر نسبة ضياع للحبوب تنحصر على مستوى مصطبة القصَ حيث تمثل لوحدها قرابة ثلاثة أرباع الضياع الذي تسببه الآلة الحاصدة . لذا يجب التفطَن لنظام عمل مكونات المصطبة وملاءمتها مع حالة الزَرع وخاصيات القطعة المحصودة. هذه النسبة المرتفعة لها من المسببات ما يرتبط بحالة الزرع الذي تزداد حساسيته، حسب الأصناف، كلما تأخرت فترات الحصاد الآلي عن موعدها الأمثل (أي حين تكون الرَطوبة النسبية للحبوب في حدود 12%). فترات التأخير عادة ما تزيد عن الأسبوعين في مزارع الحبوب بالبلاد التونسية وذلك لعدة أسباب، منها ما يرتبط بتقانة المزارع وبرمجته، ومنها ما يرتبط بتواجد واستعدادات أصحاب الحاصدات الدارسات بالمناطق المعنية.

للحد من نسب ضياع الحبوب على مستوى مصطبة القص الكلاسيكية لا بد من التفطن إلى النَقاط الخمسة التالية:

1 – علو القص

نظرا للقيمة المادية للتبن المجمَع في مزارع الحبوب، فإنه من الصعب على مزارعينا إتباع علو قصَ مرتفع حتى ولو كان ذلك أجدى في بعض الحالات، للحصول على أقل كثافة تدفق داخل الآلة، مما قد يقلَص نسبيا من نسبة ضياع الحبوب على مستوى الأجهزة الخلفية للحاصدة الدَارسة.

في هذا الإطار نشير إلى أن الترفيع في كثافة تدفَق المحصول داخل الحاصدة الدارسة مرتبط بكثافة الزرع، سرعة الحصاد، عرض المصطبة وعلو القص. فكلَما ارتفعت كثافة التدفق عن النسبة المسموح بها، كلَما قلَت نجاعة فرز الحبوب نسبيا وزادت إمكانية ضياعها.

إضافة إلى أهمية النقاط السابقة، فإن القصَ يكون أكثر علوا نسبيا كلما كان تحضير الأرض غير جيَد (تموَجات كثيفة وغير منتظمة وتواجد أحجار عائقة على سطح الأرض...) و كلما تواجد عشب طفيلي و حلزون بكثافة ملفتة للنظر. ويقع التحكم في هذا الارتفاع بواسطة مقبض الرَفع الهدروليكي لمصطبة القص.

2 – الحائش (Rabatteur)

  • يقوم الحائش بتوجيه وإمالة الزرع إلى مصطبة القص وذلك بطريقة منتظمة ومتناسقة مع نظام عمل بقيَة أجزاء المصطبة، باعتبار حالة الزَرع وكثافته.
  • موضع الحائش : يوضع الحائش في موضع متقدَم نسبيَا مع علو منخفض إذا كان الزَرع طريحا، أما إذا كانت حالة الزرع عادية فيكون الحائش في موضع متأخَر مع علو مرتفع نسبيا.
    على مستوى تعديل علوَ الحائش يجب عدم الإفراط في ارتفاعه (في حدود ثلثي إرتفاع الزَرع) حتى نتفادى لطم السنابل و ما تسببه من ضياع للحبوب على مستوى مقدَمة آلة الحصاد.
  • سرعة دوران الحائش : السرعة المثلى للحائش تيسَر انتظام توجيه ودفع السنابل إلى مصطبة القصَ. و يتسبب عدم احترام السرعة المثلى في زيادة نسب ضياع الحبوب على مستوى مقدَمة الحاصدة الدَارسة.
    تكون السرعة الدائرية (vitesse circonférentielle) للحائش أكثر من سرعة تقدم الآلة في حدود 10 % إذا كان الزَرع غير كثيفا أو طريحا، وتكون منخفضة نسبيَا (بزيادة في حدود 5 % بالنسبة لسرعة تقدم الآلة) إذا كانت حالة الزرع عادية.
  • إنحناء أصابع الحائش : توجَه هذه الأصابع إلى الخلف باتجاه المنجل (barre de coupe) إذا كان الزَرع مائلا أو طريحا وتكون عمودية إذا كانت حالة الزرع عادية. تضبط درجة انحناء الأصابع عن طريق جهاز ميكانيكي على مستوى الحائش ويجب عدم المبالغة في إمالتها حتَى لا تعيق انتظام توجيه الزرع باتجاه مصطبة القص.

3 – المنجــل (Barre de coupe )

لكي يشمل القص كل الزَرع القائم يجب وضع المنجل بالكيفية التي تمكَن مقاطعه (sections) من القيام بحركة كاملة (طولها عادة 76،2 مم). بين الأصابع المثبَتة على مصطبة القص. عدم احترام هذه القاعدة يتسبَب في ترك نسبة معيَنة من الزَرع غير مقطوع على مستوى مقدمة الآلة و بالتَالي يتسبَب في زيادة نسبيَة لضياع الحبوب.

في حالات الزرع الطريح (verse)، يجب تركيب روافع السنابل (releveurs d’épis) على مستوى مقدّمة المصطبة لما لها من أثر إيجابي في تقليص نسب ضياع الحبوب، لذا يجب التفطَن لدور هذه الروافع والتأكيد عليها عند اقتناء الآلة.

4 - القـــواسم (diviseurs)

تتكون عادة القواسم المتواجدة بطرفي المصطبة من قاسم رئيس داخلي وخارجي écarteur extérieur et intérieur) ) توضع بطريقة تضمن فصل الزرع الذي يقع قصه والزرع الباقي على مكانه.

لذا وجب التفطَن إلى أهمية هذا الجزء من مصطبة القصَ نظرا لدوره البالغ في الحدَ من نسب ضياع الحبوب على مستوى مقدَمة الآلة الحاصد الدَارسة.

5 - اللَولب اللانهائي (vis sans fin ou vis d’alimentation)

على اللَولب اللانهائي أن يضمن انتظام تدفَق الزَرع إلى وسط المصطبة بدون إحداث مشكلة دراس مبكَر على مستوى هذه الأخيرة و إلا تفاقمت إمكانيات ضياع الحبوب على مستوى مصطبة القصَ.

من ناحية أخرى يضبط طول أصابع اللولب بالطريقة التي تتراجع فيها هذه الأخيرة إلى الوراء حين تواجه مدخل ناقل السنابل (convoyeur)، بحيث يتولى هذا الأخير نقل المحصول إلى غاية أجهزة دَراس السنابل (organes de battage).