التّداول الزراعي في المناطق الجافة و شبه الجافة

بصفة عامّة تعتبر إعادة أيّ زراعة حوليّة في نفس القطعة لسنتين أو أكثر متعارضا مع الإعتبارات العلميّة للتّداول الزراعي ويقود حتما إلى الزراعة الأحاديّة بكلّ سلبيّاتها. وفي هذا الإطار تعتبر الدورة الثنائيّة : القمح أو الشعير مسبوقا " بالبور " (أرض السبات) ، أحد التّجارب التي أثبتت جدواها في المناطق شبه الجافّة.

حبوب – أرض بور

سنة 1

cereales nu

سنة 2

nu cereales

وإعتبارا لوجود فئة كبيرة من الفلاّحين الذين يعتمدون على الزراعات الكبرى وتربية الماشية معا ، يمكن لهؤلاء إعتماد الأعشاب التي تنبت في الخريف والشتاء وأوائل الربيع في قطعة " البور " كمصدر للمرعى ، على أن يبدؤوا تحضير الأرض في أواخر شهر مارس – بداية شهر أفريل قبل إزهار الأعشاب. ويكون تحضير الأرض عبر حرث عميق (مرّة واحدة في الأربع سنوات) أو متوسّط متبوع بحرث سطحي عدّة مرّات (معاودة).

ورغم إيجابيّات هذه الدّورة فليست الوحيدة التي يُنصح إعتمادها في كلّ المناطق شبه الجافّة وعلى إمتداد السّنين. فبالنّسبة لشمال المناطق شبه الجافّة الذي يحظى بكميّة أوفر من الأمطار أو خلال السّنوات التي تنزل فيها الأمطار بكميّات وافرة في بداية الخريف وتكون عادة مؤشّرا لموسم واعد في باقي المناطق ، يمكن التخلّي عن " البور " لفائدة الزراعات العلفيّة مثل " السيلاج " (الطميرة) و " القرط " (الدريس) على أن يتولّى الفلاّح حرث الأرض مباشرة بعد عمليّة الحشّ. ومن الحلول الأخرى التي تتوفّر أيضا للفلاّح هي إدماج البقول الجافّة في الدورة الزراعيّة مكان الزراعات العلفيّة لا سيّما تلك التي أثبتت جدواها في هذا المناخ كالعدس والحمس الشتوي حيث تقلّل من نسبة الأعشاب الضارّة وترفع من مخزون الأرض الأزوتي.

تداول ثنائي

بقول – حبوب

سنة 1

legumineuses cereales

سنة 2

cereales legumineuses

ختاما يمكن الإشارة إلى إمكانيّة التّعويل على دورة ثلاثيّة في شمال المناطق شبه الجافّة أو في بقيّة المناطق التي تتوفّر فيها إمكانيّة الريّ التّكميلـي ومثال ذلك : بقول جافّة ، قمح ، علف.